الصفحة في مرحلة تجريبية وتخضع لعمليات تحديث مستمرة

مرئيات

كلمة الشيخ هاني البناء في ملتقى الحج 1445هـ

كلمة الشيخ هاني البناء في ملتقى الحج 18/شوال/1445 الموافق 27/ابريل/2024م

أساسيات التبليغ في الحج

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، والحمد لله ربِّ العالمين، وصلِّ اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين، اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمد،

هناك ستة محاور أتحدَّثُ عنها باختصار.

 المحور الأول أساسيّات التبليغ الفقهي:

ما يحتاجه المُرشِد:

 لا بُدَّ للمُرشِد أن يكون محيطاً بالإحاطة التي يتطلَّبُها دوره في الحج، وهذا الأمر يتطلّب منه أن يحيط بعدّةِ أبوابٍ فقهيّة:

الباب الأول: هو باب الحج والعمرة، إذ لا بُدَّ أن يكون مُحيطاً بالمسائل التي هي محلُّ الابتلاء، وهذا يحتاج منه أن يُلخِّصَ ويحفظ ويعطي الحج أهميّته.

الباب الثاني:(الخمس ورد المظالم):

من الأبواب التي أراها مورد احتياجٍ للمرشد، هي ما يرتبط بالخُمس وردّ المظالِم؛ لأنَّ المُرشِد يريد للحاجِّ أن يوفَّقَ في حجّته في ثلاثِ جهات:

 الجهة الأولى، جهة الصحّة؛ الحجّة الصحيحة هي ما كانت مُشتملةً على أجزائِها وشرائطها، فإذا كان المُرشِدُ قد أخفقَ في بيانِ شيء يرتبط بالصَّحّة لا يصحُّ الحج.

الأمر الثاني: الإِجزاء، الكثيرُ من الحُجّاج يأتي للحجِّ وهو صرورة، يريد أن يُفرِغَ ذِمَّتَه من الحج الواجب، وقد يحتاج المُرشد أن يفتح له باب الخُمس والمظالم ليرتبها قبل الشروع في النسك، ببعضِ الحلول تتحوَّل الحجّة إلى حجةٍ مُجزية، وبإغفالِ الحلول، بعد الحجِّ يكتشف أنّه كان بإمكانه أن يلجأ لبعض الحيَل الشرعيّة وتكون الحجَّة مُجزية، لكِنَّ المُرشِدَ لم يُشِر إليها، فتكون حجته محسوبة مستحبة وليست مجزية.

 الأمر الثالث: وهو القبول، فهذه معاني غير فقهية، بل هي معاني روحيّة لا أُشير لها.

الحيض والاستحاضة في الحج:

 الباب الثالث: الذي يحتاجه المُرشد هو باب الحيض والاستحاضة، وتعرفون الاختلاف بين الفقهاء، دمٌ واحد بنظر السيد الخوئي هو استحاضة، وبنظر السيد السيستاني هو حيض، ماذا تصنع هذه المرأة؟ إنْ أخطأ المُرشِد وطافت بالبيت وهي حائض؛ السيد الخوئي يقول الطّواف ركن، ولو كان السَّبب جهل، فالحجُّ باطل، فالحج في خطر إن أخطأ المُرشد في باب الحيض أو الاستحاضة. والاستحاضة لها أحكامها، وقد نغفل عن بعض التطبيقات، مثل كيف تغتسل في حمام بعيدٍ وتأتي؟ هل يكفي ذلك؟ إذاً، لا بُدَّ أن يكون عِندنا إحاطة؛ حتى لا نتورَّطَ بعملٍ باطل.

الوضوء والغسل:

أحكام الوضوء والغُسل، لا نغفل الوضوء، كانت سيرة العلماء أن يُعلِّموا النّاس الوضوء، ولا زالت، وهذا أمرٌ مُهِم؛ لأنَّ الكثيرَ مِنَا يأخذ وضوءه من طفولته، ولا يعرضه على عالِم، فقد يكون هناك خطأ بسيط لو تعلَّمَه لصحَّ حجُّه، لكِنَّه بتركِ التعلُّم بطلَ الحج. فأحكامُ الوضوء والغسل لا بُدَّ أن يُحيطَ بِها ويُعلّمها الحُجّاج. أيضاً نحتاج إلى بعض أحكامِ التقيِة وأحكام صلاة الجماعة. في الحج، هناك الكثير من الحجاج أوَّل مرة يُصلّي جماعة، ولا يعرف أحكامَها، فمِن الجيد للمرشد أن يُبيِّنَ أحكامَ الجماعة في بداية الرِّحلة الإيمانيّة. فهذه أبواب يحتاجها المُرشِد.

موارد الاتفاق والاختلاف في الحج:

 النقطة الثانية: فيما يرتبط بأساسيات الفقه، أن يكون المُرشِدُ مُحيطاً بموارد الاتفاق؛ مثلاً نحن تارةً نقولُ: الفقهاء يقولون وهو ورأي السيد السيستاني فقط، لم يقل غيره بهذا القول، نحن نُعمِّم، فالحاج يقول: ما دام قال: الفقهاء؛ يعني لا يحتاج أن أسأل. إذا كانت المسألة محلَّ اتفاق فيتيسَّر علينا بيانُها، أمّا إذا كانت محلَّ اختلاف، هُنا قد يكونُ الاختلاف ليس مورد الابتلاء، وقد يكون مورداً للابتلاء. فبعضُ الأحيان لا يحتاج أن نغوص في الاختلاف، بل المطلوب هو أن نُشيرَ لأحوطِ الأقوال لتيسُّرِهِ، وبعضُ الأحيانِ نحتاج إلى أن نُفصِّل.

 في السنوات الأولى لذهابنا للحج كان حتى من يقلد الفقيه الذي يجوز له الطواف خلف المقام لا يقبل الطواف خلف المقام، اليوم الحاج يقول لك: إذا كان مرجعي يجوِّز لي الطواف خلف المقام فأنا أُريدُ الطّواف خلف المقام، إذاً بعض الأحيان نحتاج إلى إحاطة ومعرفة من يُجوِّز ومَن لا يُجوِّز الطّواف خلفَ المَقام؛ حتى لا نُرهِق أحداً في عمليّة الطّواف والحال أنَّ فقيهَهُ يُجوِّز له، فهذا أمرٌ أيضاً لا بُدَّ منه. فإذاً موارِد الاتفاق وموارد الاختلاف لا بُدَّ للمُرشِد أن يكون لديه دراية بِها.

معرِفة أحوط الأقوال:

الأمر الثالث: معرفة أحوط الأقوال، لماذا هذه المسألة؟ لأنّها تخدم بعض الأحيان، فبدل أن أُشتِّت الجميع، أقولُ لهم مثلاً: نذهب لنُحرِم من مكة القديمة، فبدَلَ أن أقول: مَن يُقلِد فلاناً يجوزُ له الإحرام من العزيزيّة، ومن يُقلِّد فُلاناً لا يجوز له، أحياناً يصبح هناك تشويش للحاج، أحوط الأقوال يجعل الحملة كلَّها تسيرُ على نحو الاحتياط،، أحوط الأقوال مطلوب، ويُمكِن للمُرشِد أن يطرحه، لكن إذا كان الاحتياطُ غيرَ مُتيسِّر، يُمكِن للمُرشِد أن يطرحَ الآراء الفقهيّة، الآراء الفقهية ليس دائماً تُسعِف المُكلَّف، بعض الأحيان يسألُكَ الحاج: ألا يوجد حلٌّ آخَر، إذا كان هناك تخريجٌ يُسهِّلُ عليَّ لِأنّي لا أستطيع، فبالتّالي أحتاج أنا المُرشِد حينئذٍ  في موارد الاحتياط  إلى المخارِجِ الشرعيّة، بل حتى في غير موارد الاحتياط، فقد يأتيني حاجٌّ ليقول لي: أنا لا أستطيعُ الطَّوافَ بين الكعبة والمقام، وأنا أُقلِّدُ السّيد الإمام،- السيّد الإمام عنده فتوى- فيقول لك الحاج: ابحث لي عن حل، أنت في بعض الأحيان تجد له حلاًّ، وفي بعض الأحيان لا تجد له حلاًّ، إذا كان لديك إحاطة فأنت تستطيع أن ترى؛ هل ينطبق عليه الحل الموجود عندك أو لا، مثلاً تسأله أنت باقٍ على تقليد السيد الإمام بفتوى مَن؟ قال أنا باقٍ على تقليد السيّد الإمام بفتوى السيّد السيستاني، وترى أنت أيُّها الحاج الذي تبحث عن حل أنَّ السيد الإمام أعلم، هنا لا يوجد لك حل، شخص آخر يقول: لا، انا باقٍ على تقليدِ السيد الإمام بفتوى السيّد الخامِنئي، والسيّد الخامنئي يُجوِّز الرجوع من الميت وإن كان أعلم إلى الحي

فهذه المخارج تُسعف بعض الضّعاف؛ الذي قد لا يقوى على تطبيق فتوى مرجعه، فيبحث عن مخرجٍ شرعيّ، المخرج ليس مقبولاً إذا كان على خلاف الضّوابط، فإذا كان يُقلِّد الأعلم، وأنت تُرجِعُهُ لغير الأعلم؛ لأنّه هو رغب، فهذا ليس حلاًّ شرعيّاً؛ لأنَّ هذا على حسب تقليده يكون غلطاً، لكن لو كان يُقلِّدُ السيّد الخامنائي أو يُقلِّدُ ميّتاً أعلم، يرجع إلى الحي؛ أعلم الأحياء وإن كان الميّتُ أعلم، هذا حل. فإذاً أنا بعض الأحيان أحتاج إلى تخريجات فقهيّة تساعدني على أن أُعالِجَ مشكلةً لدى الحاج، بعض الأحيان يقول لك: أنا فتوى مرجِعي الاشتراط، تقول له: أنت ترى مرجِعَكَ أعلم أو فلان؟ لو قال: متساويان، إذا كان المرجعان المتساويان ــــ في حالة التساوي ــــ يُخيّران المُكلَّف، تستطيع أن ترجع إلى فقيهٍ مساوي، أمّا إذا قالوا إذا تساويا فعليه العمل بالأحوط فهذا ليس بحل، لا تستطيع أن ترجعَه إلى المساوي، إذاً هذه أيضاً بعض التخريجات التي قد يحتاجها المُرشِد.

الخلل وطريقة علاجه:

الأمر الخامس: لا بُدَّ أن يعرف فتاوى الخلل، القوّة في الإرشاد تكمنُ في معالجة الخلل، هذه مُشكِلتُنا، المناسِك تُعالِجُ الخللَ، لكن لحدٍّ ما، في الفتاوى والاستفتاءات فيها الخلل الذي لم يُذكر في الرسائل العمليّة، فالإنسان إذا أطَّلعَ على كلِّ الاستفتاءات تُصبِح عنده حصيلة من مشاكِل تحصل في الحج، وحلول لها، بعض الأحيان يقرأ الاستفتاء لمرجِعٍ ليس هو الأعلم، وقد يُقلِّدُهُ القليل من الناس، قبل الحج قل لنفسِك: لو أعترضتني هذه المسألةُ فما هو حلُّها، هل أنتظر الحج ولا أعرف هل أتوفَّق أتواصل مع الأعلم أو لا. لِأُبادِر من الآن؛ أبعث هذه الرسائل لهذه المشاكل التي حصلت لبعض الحجاج في سنين ماضية، وأستحصل فتاوى المراجع من الآن، وكذلك أتواصل مع المُرشدين المتميّزين، وأسألهم: هل عندكم استفتاءات في هذه المسألة للمرجع الفلاني؟ إذا عندكم فلنتبادل؛ لأنَّ هدفَنا واحد، نحن مجموعةٌ واحدة، نعمل لإنجاح حجِّ الحُجّاج، إذاً نحتاج إلى أن نطّلِعَ على الخلل؛ لأنَّ الإرشاد في الواقع إرشاد إصلاحِ ما حصل من خلل، أمّا شروط الطّواف، وشروط …الخ. هذه عادة حِفظُها سهل، من يذهب للحج والعمرة يعرِفُها، لكن إذا حصل الخلل، هذا ترقيعه شيء وهذا ترقيعه شيء آخر. هذه خطوات خطاها وهو مسلوب الاختيار أو ملتفت إلى الوراء، هذا يقول له: ارجِع، لا أستطيع الرجوع، يقول له: ألغِ هذا الشّوط وأعِد هذا الشوط مثل السيّد السّيستاني، السيد الخامنائي يقول لك: أكمِل وتعال نقطة الخلل، ولا تعيد الشّوط كُلَّه، فالخلل أيضاً هناك اختلاف في معالجته، لا بُدَّ أن تكون لديَّ إحاطة، وأنا أُركِّز على إخواني المُرشدين؛ أنَّ الأشياء التي ستحصل وأنت في بيت الله حاول أن تكون حافِظاً لها، إذ ليس دائماً يتيسَّر لك أن تعرف المسألة، فأحياناً تكون في حالةِ تعب، أو في حالةِ طواف، ورُبّما تكون حافظاً لها ولكِنَّكَ نسيتها، فعليكَ أن تحفظَ وتحمِل معكَ مُذكَّراتٍ صغيرة، أو تكون عندك في هاتفِك؛ على أساس أنَّ الخللَ في بيتِ الله، نعم، رُبَّما المواقع الأخرى عندك كُتُب، أو في عرفة عندكَ كُتُب، لكن في زحمةِ الطَّواف أنتَ تُريدُ أن تطوفَ، وهذا يريدُ مِنكَ مسألة، وذاك يحتاجُ مسألةً أُخرى …. فأنت بحاجةٍ إلى أن تكون متوجِّه حينئذٍ، ولو بالاستعانة بالكتاب.

إذا أخطأ المُرشد في إرشادِه:

عندنا مسألة: إذا أخطأ المُرشِد، نحن طاقم إرشادي، ليس شخصاً واحِداً، ليس أنا مَن أُصحِّحَ له، بل أجعله هو يُصحِّح، فأنا أُخبِرُهُ وأقولُ له: صحِّح؛ حِفظاً إلى ماءِ وجهِه، وحفظ ماءِ وجهِ الإرشاد أيضاً، إذا هذا يقول شيء والآخر يقول شيء، وهذا يُصحِّح لي، وهذا…. ثم بعد ذلك، يأتي من صُحِّحَ له ويتكلّم بِعِلم، والنّاس لا تثق فيه؛ لأنّه أخطأَ مرَةً، فنحتاجُ إلى أن نُراعي بعضَنا البعض. هذا المحور الأول، وهو أطولُ مِحور.

الخبرة العمليّة الفقهيّة

 المحور الثاني: الخبرة العمليّة الفقهية، بالنسبة للخبرة العمليّة في الإرشاد، أنت سوف تُرشِد في البحرين،

وسوف تُرشِد في السَّكَن، لكن إذا ركِبَ الحُجّاجُ الباص ذكِّرهُم بشروط الطواف؛ لأنَّ ما تقوله قد لا يلتفت له الحُجّاج، كلُّ الحُجّاجِ يبنون على أنّك معهم في الطّواف، فيقول الحاج: حتى لو لم أكُن مُلتفِتاً لِما يقولُهُ الشيخ، فإنَّ الشيخ معنا في أداء المناسِك، لا، ذكِّرهُ في الباص، إذ قد يكونُ لديْكَ عِدَّة باصات، وأنت مُرشِد واحد، قبل أن يركبوا الباصات ذكِّرهُم؛ ما هي الواجبات، وما هي الأجزاء؛ لكي لا يحصل الخلل.

 الامر الثاني: توقّع أنَّ المُرشِد الثاني الذي معك مرِض، لا بُدَّ أن يكون لديْكَ خطةٌ بديلة؛ لتغطيَة مكانه.

المطوِّفين والإسناد:

 الأمر الثالث: أنت لديك طاقم مطوِّفين وإسناد، هؤلاء لا بُدَّ أن تُعلِّمَهُم؛ لأنّه في الطواف لو وقعت امرأة تقول له: احملها خارج الطواف، أو شخص قال: انتقض وضوئي تقول له: أخرج معه إلى مكان الوضوء؛ ليتوضَّأ ويأتي ويُكمِل، هذا إسناد إذا ليس عنده فقهيّات يمكن يكمل العمل بما ليس بصحيح، فأنت تحتاج أيضاً أن تُطلِعَ طاقمك المُطوّفين والإسناد على ما يحتاجون في هذا الأمر.

 كذلك بالنسبةِ إلى المطوِّف والإسناد، تقول له: كل شيء تحتاجه تعال واسأل، ولا تجتهِد مِن نفسِك؛ لأنَّ بعض من يذهب، سنة أو سنتين يحسب نفسه أنَّه مُتمكِّن من المسائل الفقهيّة، لا بُدَّ أن تُراجِعَ المُرشِد، نحن حتى المُرشِدَة نقولُ لها: لا تكتفي بخِبرتِكِ، بل ينبغي عليكِ التواصل مع المُرشِد.

حدود المشاعر

الأمر الآخر معرفة المواقع: نحن عندنا مُشكِلة في حدودِ مِنى، وحدودِ مُزدلفة، وحدودِ المَسعى والطّواف، وأين تُصلّي، هذه لا بُدَّ للمُرشِدِ من الإحاطة بها، ولا يعتمِد بما هو مكتوب، ويقول: ما دام مكتوباً حدود مُزدلفة فهو مِن مُزدلفة؛ لأنَّ هناك توسِعات حدثت، أوجبت الشكّ، فلا بُدَّ للمرشد أن يكون عنده نوع اطِّلاع، وطبعاً هذا الآن أصبح صعباً؛ لأنّه أصبح يُفرض عليك: أين تجلس وتبقى، حملتُكَ مفروضٌ عليها تقعُد هُنا، فإذا كان مفروض عليك الجلوس في هذا المكان، فإذاً أنت خارج، تخرج في الليل وتذهب إلى المكان ولو المُسمّى، حتى لا يبطل النُسك.

 بالنسبة للمواقيت أيضاً، تعرفون الجدل فيها؛ مواقيت المنازل والجحفة ومسجد الشّجرة، هذه لا بُدَّ للمُرشِد أن يُحيط بهذه المواقف.

التلبيات والنيّات:

 كذلك الإشراف على التلبيات، التلبيات بعض الأحيان لا تنُطق صحيحاً، فعليك أن تشرف على الحُجّاج في الإتيان بها، وكذلك النيّات. تُعلِّمون الحاج كيف هو ينوي، ولا يجب نفسُ الصيغة التي نعلمها إياه، لأنّه الذي لا ينوي كأن حجّه باطل في نظر بعض الحُجّاج.

الطّواف وأوقات الطّواف:

الأمر الآخر تنظيم أمرِ الطّواف والسّعي، سوف نذهب للطّواف وعندنا بعض الحجاج لا يستطيعون الطّواف من داخل المقام، فسوف نجعل مجموعةً تطوفُ خارج المقام، فمن يُقلِّد فلاناً يذهب مع هذه المجموعة؛ التي ستطوفُ خارِجَ المقام، ومن يُقلِّد فُلاناً فليذهب مع هذه المجموعة التي ستطوف بين الرُّكنِ والمقام، فهذا تنظيم للأمر، إذا وصلنا لبيتِ اللهِ ننقسم إلى مجموعات، نلقي بعض الفقهيّات، ونُذَكِّر بعضَنا؛ حتى يكونَ العملُ صحيحاً. طبعاً اختيار الوقت المناسب للطواف حتى لا تقطعه الصلاة، والسَّعي كذلك.

الرَّمي والاستنابة:

 أيضاً الاستنابة في الجمرات، هذه لا بُدَّ أن نلتفِت إليها، ليس كلُّ حالة يصحُّ فيها الاستنابة، هي تقلِّد سيد فضل الله، وعنده الحائط كلّه فلماذا تستنيب، وبعض الأحيان يذهبون في الليل، النساء تقول: ذهبتُ ورأيتُ   زحمةً في الليل، واستنبتُ بعضَ مَن معي، لا يمكنكِ الاستنابة ليلاً، الاستنابة صباحاً، الليل إذا كنت معذورة ك امرأة يعني، ولا يمكنك الرّميُ ليلاً، تستنيبين صباحاً، هذه أخطاء موجودة في التطبيق العملي.

كذلك معرفة مواصفات الحصى؛ لأنَّ الحاجَّ يريدُكَ أن تُعلِّمه: هل هذه الحصى صحيحة أو لا؟. نحتاجُ إلى إشعارِ النِّساء احتياطاً بأخذ الإذن من الزوج قبل الذهاب إلى الحج، احتمال تحتاج للنذر، كما أنَّ المُرشِدَ لا بُدَّ أن تكون لديه علاقة مع وكلاء شرعيّين؛ بحيث لو تورَّطَ الحاجُّ بحاجة؛ مثلاً عنده إحرام فيه خمس أو شيء آخر، بحيث يستطيع أن يعالِجَ الموقِف.

التجربة الإرشاديّة

 المحور الثالث: تجربتك في الإرشاد، تعدُّد الفقهاء يحتاج إلى أن تُلخِّص، لا تقُل: موجود عندي مُذكِّرات وكتب، مؤلفات، لا، أنت لخِّص بيدِكَ؛ حتى تحفظ، وصياغتك تجعلك تحفظ الأقوال، كذلك أنت سوف تواجِه مشكلةً مع الحملة دار، الحملة دار يريدُ أحياناً حلولاً لا تنسجِمُ مع الفتوى، مثلاً سوف يقول لك: أوجِد لي مخارج، الحملة الفُلانيّة مُرشِدُهُم عمل لهم مَخرجاً –مخرج غير شرعي-هنا لا بُدَّ أن تلتفت، ولا تتنازل عن حكمٍ شرعيٍّ مُلزِم، قل له: أنت ابحث عن حلول فهذه مشكلتك. الفقه لا يسمح، سوف يقول لك: إذا مضطر، لا يوجد اضطرار، أنت تقدر، ليس لأنَّ تلك الحملة تساهلت نحن أيضاً نتساهل، كونوا حازمين في أمرِ الفقهِ؛ لأنَّ بعض الحملات تُريدُ مِنَ المُرشِد أن يكون وكأنه هو المفتي.

ضيق فترة الإرشاد

 الأمر الثالث: ضيق فترة الإرشاد. ليس الكلُّ سيحضر دروسَ الإرشاد، والوقت ضيّق، فعليك أن تحاوِلَ أن توصِلَ المعلومة بأيِّ وسيلة، ولو بقروبات؛ عن طريق الواتس اب للحُجّاج، تُنبِّههُم، ولا تسمح  في القروب صباح الخير وما إلى ذلِك؛ لأنّهم إذا رأوا رسائل مُمِلّة سوف لن يقرأوا، ممنوع، فقط الأمور الفقهيّة، عندك شيءٌ آخر اجعله في قروب آخر، قروب الفقه فليكُن للفقه؛ لأنَّه يضيقُ الوقت عن بيان كلِّ المسائلِ، فليس الكلُّ يحضر.

كذلك بالنسبة إلى الخلل، بعض الأحيان يحصل خلل، ولا يوجد عندك فتوى، لا بُدَّ أن يكون لدينا قروب بينا وبين بعضنا نحنُ المُرشِدين في الحملات، سواء داخل البحرين أو مُرشدي حملات الخليج، أو غير الخليج، بحيث إذا عندي مُشكِلة أطرحها؛ هل هناك من استفتى في هذه المسألة، فقد أكون في وقتٍ لا أجِدُ جواباً، فأجِدُ أحدَ المُرشِدين لديه فتوى من مرجِع، هذا شيءٌ مُهِم، وهو أن تكون لنا مجموعاتٌ؛ نتبادل فيها ما نقعُ فيه من مشاكِلَ قد لا نجِدُ لها حلاًّ فيما عندنا من كتب.

الهلال وأمره، وهذا قد يحتاج إلى توافُق وإلى احتمالية وقطعية المُخالفة.

الفتاوي المتعارضة

عندنا مشكلة الفتاوى المُتعارِضة، نفس الفقيه الواحد قد تجد له فتاوى مُتعارضة، وهذه نواجهها، والحل فيها أحياناً الاحتياط، وأحياناً الاتِّصال بالبعثة، وأحياناً البعثة تخدمك، وأحياناً لا تحصل على جواب؛ لأنَّ البعثات للأسف حجاج في بعض الأحيان، فإذا لم أستطع أن أجزِم أنَّ هذين الرأيين هو الرأي الفقهي للمرجع قد أحتاج أن أحتاط.

التوسُّع والاقتِضاب

المحور الرابع: التبليغ بين التوسُّع والاقتضاب، نحن عندما ذهبنا الحج في السّنوات الأولى، أخذنا نتوسَّع في الأقوال، ويخرج الحاجُّ وهو لا يعرِفُ حكمَه الشَّرعي، الآن صِرنا نتكلَّم عن أُمَّهات المسائِل؛ فنقول للحاج: إذا أحدثت قبل ثلاثة أشواط ونصف اذهب توضَّأ وأعِد الطّواف، بعد الرّابع أكمِله، بين ثلاثة ونِصف: من يُقلِّد فلاناً رأيُهُ كذا، ومن يُقلِّد فُلاناً رأيُهُ كذا … وهُناك بعض الخللِ لا نطرحُهُ؛ لأنّه ليس بحكمٍ عام البلوى، فإذا ما ابتُليَ به الحاج نُخبِرُهُ بالجواب؛ لأنَّ بعض الناس وسواسي، إذا تطرح له صور الخلل يصيبه تشويش، فالاقتضاب بما لا يذهب بما يجب أن يعرفَه الحاج هذا مُهِم.

مشاكل الخلل التي هي في معرض الحاجة نُبيّنُها، التي ليست في معرض الحاجة هذه قد نحتاج أن نبيِّنُها في الإرشاد؛ حتى لا يحصل التشويش، لا سيّما أنَّك ستطرح آراء، والآراءُ تشوِّش الحضور.

 تجنُّب القيام بما يُخيفُ الحاج، مثل إذا تعمل كذا لا تستطيع أن تتزوَّج، أو زوجتك تصبح عليك حراماً، حوَّلنا الحاجَّ الطبيعيَّ إلى وسواسي، والحجُّ طبيعي يكون فيه وسواس، أناس أصبحوا وسواسيين بسبب لغة المُرشِد، لهذا، نحتاج إلى أن نُطمئِن الحاجَّ، وأن نُبيِّن له ما يُصحِّح حجَّه.

تعدُّد الفقهاء

المحور الرابع: تعدُّد الفقهاء، وذكرتُ تقريبا ما يرتبط بذلك،

 الأمر الأول: قبل الذهاب للحجِّ أطلب من الحملة أن تُبيِّن مراجِعَ تقليد الحُجّاج في الحملة، وليس أن تقول: قال الشيخُ حسين، ورأي الشيخ حسين … في حين قد لا يوجد من يقلِّدُهُ في الحملة، وأنت اخذتَ وقتَ الحُجّاج، أطلب من الإدارة: ماذا يُقلِّد الحُجّاج.

 المُتَّفق عليه بينه والمختلف فيه إذا الاحتياط متيسِّر، أذكر أحوط الأقوال، إذا لم يكن مُتيسِّراً بيّن الخِلاف ولا تقل ذهب فلان إلى هذا الرأي وذهب فلان … بهذه الطريقة يتشوَّش الحُجّاج، قل لهم هذه المسألة خلافيّة، كل واحد يقلّد السيد الخوئي تعال هنا، أو فليفتح أذنه، الباقي أغلق أُذنك، لا تسمع أقوال غير مرجعِك؛ حتى لا يحصل تشويش، إذا اضطررنا لبيان الاختلاف نُبيِّنه.

 بالنسبة إلى الاحتياط: أحياناً نضطر نقول للحجاج: قبل أن تذهبوا الحج: أنت قلّدت الأعلم، يبقى، من هو الأعلم بعده حتى لو احتجت للاحتياط تحتاط، لأنَّ هذا تشخيصك أنت، اطمئنانك أنت، وليس المُرشِد، فيا أيُّها الحجاج، قبل ذهابكم للحج، اسألوا من أهل العلم: من هو الأعلم بعد مرجعي؟ حتى المُرشِد يحوِّلك،  يجيبُك في المسائل الاحتياطيّة.

الحيض والاستحاضة

 مسائل النساء الفقهية، ذكرنا أنَّ الدماء معرفتها مهمّة، ونحتاجها في الإحرام.

 مسجد الشجرة نحتاج إلى التنسيق مع المُرشِدة؛ لأنَّ النساء يستحين عرض مسائلهِنَّ للمُرشِد، فنحتاج كذلك إذا طهرت المرأة لا نستعجل في الطواف لها؛ لأنَّ هي انقطع الدم عنها، ستذهب للطواف والسَّعي قد مِن التعب تنزل نقطة دم فيخرب العمل كلَه، فأقول لها اصبري وارتاحي.

بالنسبة للأقراص التي تمنع الدورة ليس دائماً ننصح بِها، بعض النساء يوقِف الدم فيكون الأمرُ سهلاً، لكِن بعض النّساء يتقطَّع الدّم؛ فيتحوّل الحيضُ إلى استحاضة، والحيضُ أرحم في الحج من الاستحاضة، فإذا لم يتوقّف الدّم، نقول لها أوقفي الدواء واتركي الدورة تنزل؛ لأنَّ الحائضَ لها حلول، وكذلك المُستحاضة، لكن حلولّ المُستحاضة مُتعِبة أمام زحام الحج.

بالنسبة للسيد السيستاني كما تعرفون إذا كانت أعمال الطهارة بعيدة، وتأتي إلى الطواف ويطول مجيؤها نصف ساعة مثلاً الطريق من الحمام الى داخل المطاف، هنا يقول: صار فاصل، فلا بُدَّ أن تتيمَّم، وهذا الأمرُ صعبٌ كما تعرفون. فلهذا المُستحاضة أمرُها صعبٌ، فحاولوا أن لا تخطأوا في أحكامِها.

 الحج قد ينقلب من حج تمتُّع إلى إفراد بسببِ الحيض، وهذه مسألة لا بُدَّ أن يكون المُرشِدُ مُحيطاً بِها.

الحملاتُ غيرُ المُرخَّصة

المحور الأخير: دور المُرشِد في الحملات غيرِ المُرخَّصة، على المُرشِدِ أن يعرِفَ من يُجيزُ الذَّهاب بِلا ترخيص ومَن لا يُجيزُ مِنَ الفُقهاء، وكذلك يرتبِطُ بالخلل الذي يحدثه قوانين المملكة. قد يُمنع من دخول مكان، لا بُدَّ أن يعرف ما هو البديلُ الاضطراري.

 الأمر الثالث: حكم المصدود، قد يؤخذ، ويُمنع من الدّخول وقد يُحبس، لا بُدَّ أن يكون عنده اطِّلاع على أحكامِ المَصدود، هذه خلاصةٌ سريعة، والحمد لله ربِّ العالمين وصلِّ اللهُمَّ على مُحمدٍ وآله الطيبين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى